❗النائب السابق نزيه منصور❗️sadawilaya❗
بتاريخ ٢ نوفمبر ٢٠٢٥، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتدخل عسكرياً في نيجيريا بذريعة حماية الاقلية المسيحية ما لم تقم الحكومة بذلك، وإذ بهذا التصريح المفاجئ دفع بالمهتمين لمعرفة حقيقة ما ذكره ترامب من ضمن تهديداته هنا وهناك بصفته قائد السلام العالمي وفرضه بالقوة، وقد تباهى مع كل مناسبة ومن دونها أنه أنهى ثمانية حروب مع تدمير غزة رقم ٩. من شرق آسيا يقفز إلى غرب أفريقيا وتحديداً نيجيريا التي تعتبر من أكبر دول أفريقيا من حيث المساحة ٩٢٣٣٦٨ كلم مربع وعدد السكان ٣٤٥ مليون نسمة، موزعين بنسبة ٥٣% من المسلمين ٤٥%من المسيحيين و٢% من الأقليات، والرئيس مسلم متزوج من بنت رجل مسيحي. كما أن المسلمين معظمهم في الشمال والمسيحيين في الجنوب، ومختلطين في الوسط. أضف إلى ذلك الموارد الطبيعية من النفط والغاز والمعادن والثروة الزراعية والمواشي، هذه المميزات جعلت منها محط استقطاب من الدول الكبرى بدءاً من واشنطن وبكين وباريس ولندن. فالشركات الأميركية تستثمر في النفط والغاز والطاقة، والصين في البنى التحتية ومتفرعاتها، وروسيا الاتحادية في التسليح، وبريطانيا في الخدمات المالية والاتصالات والنفط، وفرنسا في النفط والغاز، واليابان في السيارات، وغيرها من الدول تركيا كوريا الهند..!
أمام هذا التنافس الدولي على الاستثمار في نيجيريا، برز حاكم العالم والتاجر غير المنافس والعاشق للمال والضرائب، ترامب حامي الأقليات وسيد السلام متذرعاً بحماية الأقليات المسيحية من القتل والتهجير ودعم الحريات المدنية حول العالم، وفي الوقت ذاته يحاصر ويفرض العقوبات على فنزويلا وغزة وغيرهم، كل ذلك بهدف تغطية أهداف أخرى منها على سبيل المثال لا الحصر :
١- أهداف اقتصادية نفط غاز، نفوذ سياسي حماية مصالح الشركات الأميركية المستثمرة والمنافسة من الشركات الصينية....
٢- أهداف جيوسياسية وتعزيز النفوذ السياسي الأميركي في أفريقيا، والحد من تمدد- الدول والمنظمات الإقليمية والدولية
٣- اتخاذ محاربة الإرهاب وبوكو حرام وهي مدعومة أميركياً بالأساس لتكون ذريعة لمحاربتها..
٤- إعلان مساعدة وحماية المسيحيين يعزز صورته كمدافع عنهم وخاصة في الولايات المتحدة...
ينهض مما تقدم، أن الرئيس الأميركي يتخذ من المسيحية ذريعة للهيمنة على نيجيريا، نظراً لما تتمتع به من موارد طبيعية، مع العلم أن المسيحيين والمسلمين يعيشون بسلام ووئام كما أنهما مستهدفان من قبل بوكو حرام وخلفياتها، وأن الهدف الأول والأخير هو الهيمنة والسيطرة على أفريقيا وعلى رأسها نيجيريا والحد من نفوذ الدول وخاصة الصين، رغم أن استثمارها ينحصر في البنى التحتية من طرقات وجسور وسكك حديد وطاقة...!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- هل فعلاً حماية المسيحيين ذريعة أم حقيقة؟
٢- لماذا هذا التوقيت من قبل ترامب للدفاع عن المسيحيين؟
٣- هل يُحاك للشعب النيجيري فتنة صناعة أميركية؟
٤- لماذا لم تتحرك منظمة الاتحاد الأفريقي للحؤول دون تدخل أميركي كي لا تكون ضحية أسوة بشقيقتها السودان؟